"علماء المسلمين" العراقية: ميليشيا الحوثي ترتكب جرائم طائفية في اليمن

"علماء المسلمين" العراقية: ميليشيا الحوثي ترتكب جرائم طائفية في اليمن
الحوثيون في اليمن

نددت هيئة علماء المسلمين في العراق، بجريمة اغتيال الداعية اليمني الشيخ صالح حنتوس، محذرة من أن الحادثة تمثل نموذجًا واضحًا لما وصفته بـ"جرائم الكراهية والتمييز الطائفي" التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المخالفين فكريًا ومذهبيًا، مؤكدة أن ما يجري في اليمن لم يعد صراعًا سياسيًا فحسب، بل تحول إلى حرب طائفية منهجية تهدد السلم المجتمعي برمّته.

وأوضحت الهيئة في بيان رسمي، نقلته وسائل إعلام عراقية، اليوم الجمعة، أن مسلحين حوثيين حاصروا منزل الشيخ حنتوس ومسجده في قرية المعذّب بمديرية السلفية في محافظة ريمة (غربي اليمن)، قبل أن يقتحموهما باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف، ويقدموا على اغتياله داخل المسجد، رغم كبر سنه (70 عامًا)، ثم يعتقلوا جميع رجال القرية، في مشهد وصفته الهيئة بأنه "عملية ممنهجة لبث الرعب وتصفية المخالفين".

استهداف الرموز الدينية

وأشارت الهيئة إلى أن الشيخ القتيل كان معروفًا بنشاطه في مجال تحفيظ القرآن ورفضه العلني للأفكار الحوثية، وقد تعرض على مدى سنوات لمضايقات وتهديدات متعددة، ما يجعل اغتياله ليس فعلاً معزولًا، بل "جريمة مدروسة تهدف إلى فرض الترهيب والإقصاء الطائفي على سكان المناطق التي لا تخضع لسلطة الحوثيين فكريًا".

وحذرت الهيئة من أن ميليشيا الحوثي تمارس نمطًا متكررًا من العنف الطائفي، يستهدف العلماء والدعاة، ويعيد إلى الأذهان مشاهد مريرة شهدتها دول عربية أخرى، مشيرة إلى أن "الجرائم الممنهجة بحق الرموز الدينية والاجتماعية تؤسس لحالة تفكك مجتمعي يصعب ترميمها مستقبلاً، وتغذّي الانقسام العرقي والمذهبي بشكل خطر".

وهاجمت الهيئة في بيانها ما وصفته بـ"استغلال ميليشيا الحوثي للقضية الفلسطينية وشعاراتها التحررية"، معتبرة أن الجماعة تستخدم شعارات المقاومة كغطاء لسياسات القمع والإقصاء التي تمارسها بحق اليمنيين، في حين تتغاضى بعض الجهات الإعلامية والسياسية عن "وجهها الطائفي الحقيقي"، وتروج لروايات أحادية الجانب.

وأكدت أن هذا النمط الإعلامي يسهم في تشويه الحقائق، ويحول الجلاد إلى ضحية والضحية إلى متهم، معتبرة أن "من أخطر مظاهر الصراع في المنطقة، هو تسويق ميليشيات طائفية كقوى مقاومة، في حين تمارس القمع والانتهاكات بشكل منظم ضد شعوبها".

دعوة لليقظة وتعرية الزيف

ودعت الهيئة في ختام بيانها المؤسسات الدينية والحقوقية والمجتمعية العربية والإسلامية إلى رفع الصوت عالياً ضد ما يجري في اليمن من انتهاكات طائفية، وعدم الانخداع بما أسمته "خطاب المقاومة الزائف"، مشددة على أن "الطائفية لا تحرر شعوبًا، ولا تبني أوطانًا، بل تُستخدم كأداة لتقسيم المجتمعات وتمرير مشاريع الهيمنة الإقليمية والفوضى".

وطالبت بفتح تحقيق دولي في اغتيال الشيخ حنتوس ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة، معتبرة أن الصمت عن هذه الانتهاكات يشجع على تكرارها ويوفر مناخًا للتمدد الطائفي والممارسات القمعية.

يُشار إلى أن محافظة ريمة اليمنية شهدت خلال السنوات الأخيرة حملات متكررة من التضييق والانتهاكات من قبل ميليشيا الحوثي، خصوصًا تجاه دعاة وعلماء يرفضون المشروع الفكري والسياسي للجماعة. 

تصفية رمز ديني

وتعد حادثة اغتيال الشيخ صالح حنتوس من أبرز حوادث التصفية التي استهدفت رموزًا دينية بعيدة عن ساحة القتال، لكنها مؤثرة في نسيج المجتمع.

وتأتي هذه الإدانة ضمن موقف أوسع تتبناه هيئة علماء المسلمين في العراق، التي سبق أن نددت بانتهاكات طائفية مماثلة في سوريا والعراق ولبنان، محذرة من تفشي ظاهرة الميليشيات المسلحة العابرة للحدود تحت لافتات دينية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية